أثر ضعف الإنكشارية على إيالة الجزائر من منتصف القرن 16م إلى ثلاثينيات من القرن 19م (1556-1830م)

Loading...
Thumbnail Image

Date

2022

Journal Title

Journal ISSN

Volume Title

Publisher

كلية العلوم الإنسانية والإجتماعية قسم العلوم الإنسانية فرع التاريخ

Abstract

- بدأ وجود العنصر العثماني في الحوض الغربي للبحر المتوسط بعد سقوط آخر معاقل المسلمين غرناطة عام 1492، والذي عقبته حالة التدهور والضعف الذي تزامن مع تفكك دولة الموحدين وتناحر الإمارات القائمة على أنقاض هذه الأخيرة مما أفسح المجال لتزايد عمليات القرصنة والحملات العسكرية من طرف الدول الأوروبية الصليبية، وجملة هذه الظروف والعوامل العسكرية فرضت حتمية احتواء دولة الجزائر تحت لواء الدولة العثمانية لاستبعاد فكرة الاحتلال الإسباني، وعليه تظافرت جهود سكان مدينة الجزائر بالبحارة العثمانيين "الإخوة بربروس" والذين كرسّوا جهودهم في الدفاع عن المسلمين المضطهدين وكان لهم الفضل لربط الجزائر رسميا بالدولة العثمانية والتاريخ لبداية فترة التاريخ الحديث. - بعد ارتباط الجزائر بالدولة العثمانية تم تأسيس أول نواة الجيش الإنكشاري من طرف خير الدين بربروس، وذلك بهدف تثبيت الحكم العثماني بها، ذلك لأن المؤسسة العسكرية هي عماد أي دولة، حيث فرضت الجزائر مكانتها الدولية حيث استطاعت إخضاع جل الدول الأوروبية لشروطها، وكما أجبرتها على تقديم الهدايا ودفع الإتاوات وعليه سارعت كل هذه الدول لعقد اتفاقيات وصداقات معها. - إستطاع الجيش الإنكشاري فرض وجوده كهيئة عسكرية عن طريق توحيد البلاد وحمايتها من الأخطار الداخلية والخارجية، لكن النظام السياسي والعسكري عرف عدة تغيرات، حيث أن تعدد مهام الجند الانكشاري وتصاعد نفوذهم سمح لهم بالتدخل في السياسة الداخلية في البلاد ما أدى إلى عزوفهم عن أداء مهامهم الجوهرية وجملة هذه العوامل أدت لتسرب الضعف إلى صفوف الانكشارية، لعل أبرز مظاهر الضعف تمثل في احتدام الصراع حول السلطة بين الجند الانكشاريين وطائفة رياس البحر ما أدى شرخ في مركز السلطة، حيث تم استقلال الجزائر عن الدولة العثمانية عن طريق انهاء ازدواجية الحكم واستئثار الحكم من طرف الجند عن ذلك بتعين الحكام من طرف الجند دون الرجوع للدولة العثمانية في ذلك. - رغم هيبة إيالة الجزائر العالمية إلا أن تدهور وضعف المؤسسة الانكشارية انعكس بالسلب حيث أن انشغال الحكام بالسلطة والجاه خلق جملة من الاضطرابات على المستوى الداخلي وتجسد ذلك في شكل ثورات محلية قادتها الطرق الصوفية والعلماء لعل أبرز هذه الثورات والتي كان لها أثر سلبي على الإيالة؛ ثورة ابن الأحرش وثورة ابن الشريف والثورة التيجانية، وساهمت في كسر أسس الوجود العثماني وعملت على إضعاف وجودهم. - كما تزامن مع ذلك تصاعد التدخل الخارجي وتكتل الدول الأوروبية ضد إيالة الجزائر للحد من نفوذها في البحر المتوسط وفك قيود التجارة، ووضع حد لظاهرة القرصنة البحرية وظاهرة الاسترقاق، وهذا ما جاءت به جملة المؤتمرات المنعقدة من طرف الدول الأوروبية الكبرى، حيث أن مؤتمر فينا المنعقد في 1815 ومؤتمر أكس لاشابيل 1818 وحدت كل الدول الأوروبية بتشجيع من الكنيسة لكسر شوكة المسلمين والاستئثار بخيرات البلاد وتسخير العباد لخدمة مصالح بلادهم. - إن أهم ما ميّز الفترة الأخيرة من الحكم العثماني بالجزائر كثرة الأزمات الداخلية السياسية، كاغتيالات الحكام وضعف شخصياتهم وإتباعهم السياسات التعسفية تجاه السكان، تعرض مالية الدولة إلى عدّة اهتزازات وتلقيها ضربات قوية نتيجة عوامل عديدة وهذا ما جعلها توالي وجهها صوب المجتمع الجزائري، وهذا ما أدى إلى سوء العلاقة بين السلطة الحاكمة وبعض شيوخ الطرق الدينية التي عملت في اندلاع الثورات المحلية، برغم أنها حملت شعارات دينية إلا أنها كانت منفذا لسكان الجزائر للتعبير عن سخطهم عن الأوضاع السائدة في البلاد جراء الحكم العثماني، وتعتبر هذه الثورات من أهم العوامل التي أدت إلى تراجع وانهيار الحكم العثماني في الجزائر. - توتر العلاقات الجزائرية الأوروبية عقب الحملات التي قهرت قوة البحرية الجزائرية وقضت على معظم قطع أسطولها، خلقت حادثة المروحة كذريعة مباشرة بزعم إهانة شرف فرنسا لتبرير رغبتها وأطماعها الاستعمارية، وبدأ ذلك بحصار الجزائر سنة 1827م وانتهى بالمواجهة العسكرية مع القوات الجزائرية التي تم القضاء عليها وعليه تم الاحتلال الفرنسي بتوقيع معاهدة الاستسلام في 5 جويلية 1830، وقد تعددت المواقف الدولية من الحملة الفرنسية على الجزائر بين مؤيدين ورافضين وحياديين.

Description

Keywords

الإنكشارية, الجزائر., القرن 16م الى القرن 19 م

Citation

تاريخ الجزائر الحديث